تابعت وقرأت تعليقات سياسية كثيرة حول الانتخابات ومصير مجلس النواب والحكومة. وتضاربت التعليقات ما بين ترجيح تأجيل الانتخابات وحكومة طوارىء، وتمديد لمجلس النواب.
اقتراح تأجيل الانتخابات قد يكون مدخلا هادئا يقود الى عدم التورط والتهور باجراء انتخابات في ظل حرب مفتوحة، وحرب لا يعرف ما هو مدى سقفها الزماني و المكاني، وحرب في لحظة كبرى باي لحظة قد تشتعل نيرانها في الاقليم. ويتخوف دعاة تأجيل الانتخابات من تأثير حرب غزة على اتجاهات الناخب الاردني، وان يحصد تيار سياسي حصة الاسد من المقاعد النيابية.
ويبدو ان المتحمسين لهذا السيناريو لا يفهمون اصول وقواعد لعبة الانتخابات الاردنية.. و شديدو التوهم في معنى كلمة شارع ورأي عام اردني. الحزبية الاردنية في مرحلة فطام سياسي.. و الاحزاب الوليدة شديدة التعطش لابوية صناديق الاقتراع والانتخابات، وكممارسات سيكولوجية فطرية وعقلانية في ابجديات للعمل الديمقراطي والسياسي. وتأجيل الانتخابات، يعني تعطيل ركن من اركان الديمقراطية الاردنية، وهو الانتخابات وحق الاقتراع والذهاب الى صندوق الاقتراع. والجولة الانتخابية القادمة ليست على غرار سابقاتها، انما حزبية واصلاحية، ويعقد العزم عليها لتقود الاردن نحو مربع سياسي تاريخي،حزبي تعددي وتقدمي وتشاركي.
فهل يمكن اعطاء الاحزاب السياسية اجازة من الجولة الاولى في الاصلاح والتحديث السياسي الاردني ؟
هذا السؤال في معرض الاجابة امام المتحمسين للعمل الحزبي، فيما يرون انه مناسب عاجلا ام اجلا في سيناريوهات تأجيل الانتخابات.
وفيما سمعت من تعليقات تقرن الدعوة الى تأجيل الانتخابات بحجة حرب غزة وتطورها وتداعيها، والمخاطر الاقليمية المحتملة، والخوف من فوز واكتساح تيار سياسي بحصة مؤثرة من مقاعد النواب.
و الحجة السابقة في تقديري، واجهت الانتخابات الاردنية من اول ولادتها.. ومن عام 89، فعندما يقترب موعد الانتخابات، فانه يصطدم بالحديث عن المخاطر الاقليمية.. ولم اعرف انتخابات اردنية اجريت دون تزامنها مع احداث ملتهبة في فلسطين وحروب العراق وسورية، وغيرها. والخطر الاقليمي على الاردن لن يصد في تأجيل الانتخابات. بل، لربما ان الحفاظ على المواعيد الدستورية المقدسة تعبير عن قوة و تعزيز لمتانة الدولة، ومناعة وطنية للجبهة الداخلية، وهي رسائل ما احوج الاردن الان في ارسالها للعالم.
ماذا سوف يمنح تأجيل الانتخابات الاردن، فرصة اضافية للتضامن مع غزة وترقب تطورات الحرب وتداعياتها ؟